صالون معابر في نسخته الجديدة
عودة محتشمة رغم
دسامة المضمون
صالون
معابر، الذي تنظمه الجمعية التونسية للفنون والآداب والتثاقف المغاربي المتوسطي
بالشراكة مع المكتبة المعلوماتية بأريانة، استأنف نشاطه يوم السبت 25 أكتوبر في فضاء المكتبة
وبتنشيط من مديرتها الأستاذة ليلى السالمي.
كانت البداية
مع موضوع الحماسة في الشعر العربي. وحاضر في الموضوع الأستاذ الروائي والشاعر لطفي
الشابي الذي قدّم عرضا منهجيا شيقا تخللته قراءات فنية لوصال الدّريدي تناوبا مع الهكواتي
سالم اللبّان، يتلوان أشعار أبي تمّام وأبي الطيّب المتنبّي وشاعر الفاطميين الحسن
ابن هاني، في مراوحة مع أشعار معاصرينا،
وأولهم الشاعر التونسي منوّر صمادح ثم الشاعر الفلسطيني محمود درويش فالمصري أحمد
فؤاد نجم.
هذا البرنامج
على دسامته، لم يمنع البداية من أن تكون محتشمة. فالجمهور الذي جاء، كان قليل
العدد بالنسبة إلى ما كان يأمله المنظمون. هل يمكن أن نتحدّث عن عزوف الجمهور ؟
ثلاثة أسباب تجعلنا لا نفعل. فانتظام هذا النشاط صادف يوم رأس السنة الهجرية. ووزارة
التربية أعلنت، بصفة غير منتظرة، عن عطلة من يوم الجمعة إلى يوم الاثنين. وتونس
كلها كانت تركّز اهتمامها بالأساس على الانتخابات التي جرت غداة هذه الحصّة أي يوم
الأحد 26 أكتوبر.
ما يشدّ
الانتباه هو أنّ الرؤية البرمجية الجديدة التي بني عليها نشاط الصالون لهذا الموسم
الجديد، حظيت بإعجاب الحاضرين. حتى أنّ إحدى التلميذات عبّرت عن سعادتها بفهم مختلف
جوانب موضوع الحماسة، وذلك بفضل هذه المقارنة بين الأقدمين من الشعراء والمعاصرين،
من ناحية ومن ناحية ثانية بفضل تقاطع وجهات النظر أثناء النّقاش الذي كان ثريّا
ومطوّلا وساهم فيه التلاميذ بالدرجة الأولى ولكن أيضا جامعيون ومثقفون كان كلّ
منهم حريصا على إثراء ما جاء في مداخلة المحاضر والإجابة على أسئلة التلاميذ الذين
تبادلوا النصائح حول الموضوع وحول منهجية العمل للإحاطة بالمباحث المدروسة بشكل
أنجع. بل إن من التلاميذ من وجد في قصيدة منور صمادح (حشّاد) ما به اقترب من مفهوم
الحماسة أكثر مما استوعبتها في القسم لدى دراسته الشعر العربي القديم.
ورأى بعض
الحضور في تقييمهم للحصّة قبل نهايتها، وللبرنامج السنوي للصالون عموما، أنّ البحث
عن البعد الثقافي والمواطني في برامج الباكالوريا سيشكل إضافة للتلميذ والأستاذ
وللمثقف المتابع عموما. ووجدوا في الشكل المعتمد والقائم على الجمع بين الترفيه
والتثقيف ومساءلة البرنامج التعليمي في آن واحد، ما حظي لديهم بالإعجاب، وما يبشر
بتوافد جمهور أكبر بداية من الحصّة القادمة المبرمجة ليوم 15 نوفمبر.
فإلى
السبت 15 نوفمبر، حيث ستكون الحصّة مخصصة لطرح موضوع الجمالية في بعديها الفكري
الفلسفي من ناحية، والتطبيقي الإبداعي من ناحية أخرى. وذلك باستضافة الفنان
التشكيلي والأستاذ الجامعي سامي بن عامر الذي سيقدم ، للتلاميذ وبحضور عدد من
أساتذة الفلسفة والعربية والفرنسية، لمحة عن أعماله وممارسته للعملية الجمالية
إبداعا تشكيليا وتدريسا للطلبة في المعهد العالي للفنون الجميلة بتونس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق